طفولة ضائعة، بقلم: تبارك علي الهلال

تنهدتُ بعمق عندما رأيتُ ذلك الطفل الصغير يجُوب الشوراع برفقة عربتهِ حاملاً ألعاب السعاده  و الزهور  لبيعها  لقرنائه الأطفال

علامات الترجي في عيونهم البريئه و وجوههم المالحه و أبتساماتهم المزيفه  خلفها ألف أنكسار و يأس 

أرواحهم المتعبه التي لبست ثوب  الشيخوخة قبل أوانها


لتتلاقى الأرواح الطاهره عند قارعة الرصيف في جحيم الصيف و صعيق الشتاء


كل شئ فيهم جميل...سراولهم المثقبه و قمصانهم المرقعه و خدوش أيديهم و شعرِهم المتناثر بعبث

و نحالة خُصرهم التي أبهرت نظري و أستدعت الدهشه على محياي كانت اضلاعهم تتحدث... و أنا أسمع أنين كٌلً منها أحدهم يتحدث عن ليالي الجوع و الآخر يتحدث عن  الرضوض التي إصابته من نوم الارصفه المُتعرجه و الآخر يأنُ بصمت من مقبض العربه أذا نبت بين حواجز  صدره المتعب حتى لا تسمعه الألعاب و الزهور

و ما لها إلا بوهله و أسمع ذلك الطفل يُعيد لي تفكيري الذي سرح في جمال عينيه الجارحه، المتعبه.

سيدتي  هل تُريدين  الزهور؟

نعم  طفلي  أنا أريدك أنت....

إرسال تعليق

0 تعليقات