سندباد البوح | بقلم ، يوسف محمد علي

 حين ارتمى الأفق المبجل فــــي يدي 

سجد الـــــــــنخيل على مواقد جمره


معراج بوحي كامن فـــــــــــــي فلكه

وبراق روحي غائص فــــــــــــي نهره


نفسي الــــــــــضريرة تستنير بأدمعي

والبئس أوصد لــــــــــــي نوافذ صبره


أيقنت أني مــــــــــــــــــا وطئت مجرة 

إلا و قــــــــــــــــد أرخى الظلام بغدره


أو كلما مـــــــــــــــــــــر الحبيب بواحة

وثـــــــب السراب على الصحاف بغيره


هـــــــــــــــذي سماء الناسكين على دمي 

سرب مـــــــــــــن الموتى يموج بسكره


نهضوا مــــن الأجداث تنظرهم سكارى

قايضوا عــــــــــــــــين الحياة بصخره


جاؤوا مـــــــــن الحزن الشنيع يجرهم

ريــــــــــــب الظنون إلى نوائب أسره


عادوا إلى حـــــــــــــــب الغياب كأنهم 

ظــــــــــــــــــل المرايا يستظل بستره


يـــــــــــا سندباد البوح أعتق هدهدي

كـــــــــــي يدرك الناحي حدائق فجره


والــــــــحلم تنقله الرؤى مثل الجوى 

ألــــــــف الصبابة واستطاب بسحره


إني المورد فــــــــــي الجنائن أقتفي

وطنا أفيء إلــــــــــــى مساكن ذكره


مــــــــــــــا ضمني كفن تخطفه الردى

إلا وقــــــــــــــــــد لعب الضياء بقبره


لا بـــــــيت لي دون القصائد سكنتي

أنـــــــــــــــى أقمت نأى التراب بتبره


جـــــــــــل الحروف نفائس إن دونت 

لا حرف إلا الضاد حـــــــــــــج بشعره 


ونسجت مــــن تعويذة البوح الموش

شــــــــــح جبة حيكت بمغزل حبره 


أسدلت مــــــــن نبض العيون جداولا 

غــــــــــاضت على وجه الغمام ببئره


أخــــــــمدت مشكاة الحنين بنابضي 

وخــــــــــــــــلعت أوتار الفؤاد بغيره .

إرسال تعليق

0 تعليقات