جلستْ أنسام بجانب المدفأة بعد أن نام طفليها برق ورعد تنتظر قدوم زوجها غيث أحست بالدفء فغفت قليلاً وفجأة انتبهت فزعة فقد سمعت صوت طرق شديد على النافذة ، تجمدت في مكانها لم تستطع التحرك ، هذا أكيد لص يطرق نافذتها ، هذا ما توقعته هي ، حاولت أن تمسك هاتفها لكنها بصعوبة استطاعت أن تجده أمسكت به تريد الاتصال بزوجها ، يا إلهي أين ذهبت الأسماء المخزنة على الجوال ؟؟ إنها لا تجد أي اسم ، وضعت الهاتف جانباً ولكن الصوت ما زال موجوداً وبشدة أكبر حاولت نسيان ما هي فيه ، لكنها لم تستطع ، وها هو ضوء يشق عتمة السماء ثم اتبعه صوت كأنه صوت انفجار ، ثم هذا صوت الطرق لم يتوقف ، يا الله ! ما هذه الظواهر التي تحدث الآن ؟؟ لابد أننا قد أخذناها في المدرسة ، لماذا أنساها الآن ؟؟ ربما من خوفي من ذلك اللص الذي لا زال يطرق نافذتي بشدة ، لابد أن أقوم وأطرده ولن انتظرك يا غيث ، ولن أسمح لك أن تستهزء بي كما في كل مرة أخاف فيها تضحك علي وتقول : أنت هكذا ولن تتغيري يا أنسام لا أريد أن يراك الأطفال وأنت خائفة ، وتذكري يا أنسام أنك أصبحت أماً ولم تعودي أنسام تلك البنت الدلوعة . أمسكت عصا المكنسة وقالت : لن أفتح النافذة وإنما سأضرب اللص من وراء النافذة حتى لا يهرب . وبكل ما أوتيت من قوة ضربت النافذة ؛ لكنها لم تجد إلا حبات من المطر تدخل من النافذة ، وأخيراً فهمت أنسام ما كان يدور من حولها ولكن بعد فوات الأوان . هيا نردد مع أنسامنا الجميلة قوله تعالى : " هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال".
0 تعليقات