الزائرُ ثقيلُ الظل | بقلم عائشة محمود النبراوي

  جلستْ أنسام بجانب المدفأة بعد أن نام طفليها برق ورعد تنتظر قدوم زوجها غيث أحست بالدفء فغفت قليلاً وفجأة انتبهت فزعة فقد سمعت صوت طرق شديد على النافذة ، تجمدت في مكانها لم تستطع التحرك ، هذا أكيد لص يطرق نافذتها ، هذا ما توقعته هي ، حاولت أن تمسك هاتفها لكنها بصعوبة استطاعت أن تجده أمسكت به تريد الاتصال بزوجها ، يا إلهي أين ذهبت الأسماء المخزنة على الجوال ؟؟ إنها لا تجد أي اسم ، وضعت الهاتف جانباً ولكن الصوت ما زال موجوداً وبشدة أكبر حاولت نسيان ما هي فيه ، لكنها لم تستطع ، وها هو ضوء يشق عتمة السماء ثم اتبعه صوت كأنه صوت انفجار ، ثم هذا صوت الطرق لم يتوقف ، يا الله ! ما هذه الظواهر التي تحدث الآن ؟؟ لابد أننا قد أخذناها في المدرسة ، لماذا أنساها الآن ؟؟ ربما من خوفي من ذلك اللص الذي لا زال يطرق نافذتي بشدة ، لابد أن أقوم وأطرده ولن انتظرك يا غيث ، ولن أسمح لك أن تستهزء بي كما في كل مرة أخاف فيها تضحك علي وتقول : أنت هكذا ولن تتغيري يا أنسام لا أريد أن يراك الأطفال وأنت خائفة ، وتذكري يا أنسام أنك أصبحت أماً ولم تعودي أنسام تلك البنت الدلوعة . أمسكت عصا المكنسة وقالت : لن أفتح النافذة وإنما سأضرب اللص من وراء النافذة حتى لا يهرب . وبكل ما أوتيت من قوة ضربت النافذة ؛ لكنها لم تجد إلا حبات من المطر تدخل من النافذة ، وأخيراً فهمت أنسام ما كان يدور من حولها ولكن بعد فوات الأوان . هيا نردد مع أنسامنا الجميلة قوله تعالى : " هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال". 

إرسال تعليق

0 تعليقات