المنطق، بقلم: أمجد عماد الخطيب

يَقُولُونَ عنّي أَنَّنِي أُفكِّرُ بسَودَاوِيَّةٍ، لا أبَداً أَنا لا أُفكِّرُ ولا أعيشُ بِسَودَاوِيَّة، بَلْ على العَكسِ تَمامَاً أنَا أعِيشُ بِوسَطيِّةٍ.

لا أَستَطِيعُ احتمالَ أصْحَاب الطّاقةِ الإيجابيّةِ أُوْلَئِكَ، لأنَّهُم يَدْعُونَكَ لِشيءٍ غَيْر مَنْطِقيّ..

- يَدعُونَكَ لِأَنْ تَبتَسِمَ حِينَما تَتَأَلَّمُ، و تُطْعَنُ، وتَضحك حينما تَختَنِقُ وتُشنْقُ وتُعدَمُ  ويُسلَبُ حَقُّكَ ويموتُ والداكَ.

أَهَذا هو المَنطِقُ؟!

حَسناً لِنَتَكَّلَمَ قليلاً عن نفسي:

بدايةً مِتُّ قبلَ أنْ أُولَدَ، وهذه الحياةُ هي جنازتي.

- حينما أشعرُ بالحزنِ أعْتكِفُ في غُرفَتِي، لِأَفرَغَ مِنْ ذلك الحزنُ، وأفعلُ هذا أيضاً وقتما أكْتَئِبُ، وحينما أتألّمُ وعندما أُصَارِعُ أفكاراً مَرِيرَةً وواقعاً أكثرُ مَرارَةً .

كَذلِكَ عِندَمَا أُسْعَدُ أو أَفرَحُ ويَنشَرِحُ قلبي أو أُصَادِفُ شَخصَاً لَطيْفاً . أُعبِّرُ عن كلِّ ذلك بِوَسَطِيَّةٍ، بِعَقلانِيَّةٍ دونَ مبالغة، وعاطفة دون إفراط.

أتركُ نَفْسِيْ لِنَفسِيْ لِتَعِيشَ مَاتَشعُرُ به بِتَأَنِّ؛ لا أَجْبُرُهَا على الاِبتِسَامِ، لا أَجْبُرُهَا على الفَرَحِ حِينَ تَكُونُ حزينةً، أَترُكُهَا طَلِيقَةً حُرَّةً كَما يَنبَغِي لَها أنْ تَكُون, وذلك لِأنَّ لِكُلِّ شَيءٍ مَسَاحة وإنْ لَم يَسْتَوفِهَا يَحدثُ خَلَلٌ.

وَ بِهَذا نَسْتَنْتِج [أنّني لَسْتُ الشَّخصَ المُنَاسِبِ لِأَحَد .. إنَّنِي مُمِلٌ جِدّاً, لا أَعرِفُ كيف أَتحدَّثُ، مُنطَفِئٌ منَ الدَّاخِلِ، لَنْ أَسْتَطِيعَ أنْ أكُونَ كَمَا تُرِيدُونَ، فكَما قالَ البَعضُ : أنَا صَدِيقٌ فَاشِلٌ, حَبِيبٌ فَاشِلٌ, مَرِيضٌ نفسيّ

مَن يُريدُ أنْ يَبقى مَعِي فَليَبقَ مَعِي, ومَنْ لايُرِيد فَليَرحَل.

أُريدُ فَقَط ألّا أَسْمَحَ لِلأَشْيَاءِ أنْ تُؤْذِينِي, أُريدُ مِنْ بُرُودَتِيْ الخَارِجيّة أنْ تَدخُلَ لِأَعمَاقِي وتُطفِئَ ذاكَ البُركَانُ المُتَوَهِّج لِتَجعَلُنِي لا أَهتَمُّ لِمَا يَحدُثُ حَولِي.

ولكن لِلأَسَف كُلُّ هذا عِبَارةٌ عن أُمنياتٍ وتَرَجِّي و لَن تَتَحقّقَ.

هذا أنا فَإِنْ كَانَ أُسلُوبِي لا يُعجِبُكُم فَلا تَتَعامَلُوا مَعِي وَإنْ كانَ كَلامِي لاتُحِبُونَهُ فلا تُكلِّمُونِي..

وإنْ كانَتْ شَخصيَّتِي تَستَفِزّكم , فارحَلُوا بَعيْداً عَنِّي .

تَحكَّمُوا في أَنفُسِكُم ولا تَتَحكَّمُوا بي.

إرسال تعليق

0 تعليقات