طفولتي، بقلم: أميرة محمد برغوث


         أين طفولتي؟ أين لعبتي؟

لماذا طَرَزْتُم عالمَ البراءةِ و الصفاءِ من جوفي؟

 و طَرَسْتوها؟ لماذا هجّرتموني من عالمِ النقاوةِ و الصفاوةِ إلى عالمِ السَّخْطِ و الغَمِّ و الجَّوى؟  لماذا جعلتموني أَرْتَمي بين زوايا نفسي الكاسفةِ الكامدةِ القَفْرةِ كالكهفِ الأَحَمِ الأَدْهَمِ المُدَلْهَمِ المُعَسعسِ؟ 


         الطُّفولةُ هي حَقي الذي نَصّتْ عليه مبادئ الشريعةِ الإسلاميةِ و التي نصّت عليها القوانينِ و المعاهدات الدُّولية و التي نادَتْ بها منظمات الطفولةِ والحقوقِ الإنسانيةِ و التي تجاوزتها إسرائيل القاتلة و أحرقَتْ أطفالَ فلسطين العاصَة الأشمّة الحميّة.


           أين حقوقُ الإنسان عن طفلةِ المخيمات التَعِسَة الصُّعْلُولة الشَّقِية التي تجلسُ بقربِ الخيمات و مشاعرها آسية لهيفة و دمعَتُها تروي بأسَ الحياةِ و بَرَسَها و بَزْمها و فظَاظتها، ها هو صوتُ الطفولةِ مكنونٍ مخبوءٍ غير مسموع، أين دولُ التقدم عنها أليست طفلةً ؟  


            الفتاةُ الصغيرةُ تسيرُ بثيابٍ باليةٍ مثقبةٍ رثّةٍ سَمِلةٍ و وجهها الطفوليّ ممتلىءٌ بقتامِ و هباءِ الشوارعِ و آثار الحرب جليّة، و هي تبيعُ المياهَ و المناديلَ و تتوسلُ و تلتمسُ للسائرين كي يشتروا منها، أين الطفولة إنَّها  هنا تبكي في زوايا حروفِها فالطاء طفولةِ مستلبٍ مستلهبٍ  و اللام لعينة مسحقة مرقدة و الفاء تشهدُ على الشعورِ و تصرخُ بوجوم.

فلسطين لا تنجبُ الأطفال، إنها تنجبَ أرواحًا كالمدافع لتدافع و تبقى 

إرسال تعليق

0 تعليقات