ليلة سعيدة عزيزي
أترك مكانتي خاوية عندك، أودّعك بضحكة لا بدموع، أودّعك دون أن أحفظ ما تقول، أودّعك بكلمات عشوائيّة ﻷسرّع بإنهاء كلّ شيء دون أن تلاحظ بكائي المستتر وراء صدى ضحكاتي.
أودّعك وأقول:
أعانني الله على فراقك
وأعانك على حساسيّتي الّتي تزعجك
أعانني الله على شوقي الّذي أُضرم بداخلي، على دموعي الّتي تحثها ذكريات الماضي، وعلى خوفي عليك، على ارتباكي عندما أسمع اسمك يُنادى ﻷحد ما بقربي.
وأعانك على مسؤوليّاتك الكبيرة، على كثرة النّاس حولك ونسيانك لي،
أعانك الله على كلّ شيء.
وأعلم أنّك ستذكرني
إن لم يكن اليوم فغدًا، وإن لم يكن غدّا فبعد سنة
المهم أنّك ستذكرني، ستدرك ما فعلت ﻷجلك، وما جازفت به، ستدرك الفرص الّتي أضعتها عندما منحتك إيّاها، ستذكرني.. ستدرك كم بكيت وعانيت بسببك، وكم من الليالي سهرت حتّى رُسمت هالات سوداء تحت عينيّ، بينما كنت تغفو بأمان وراحة، ستذكرني وربما لن تتأثّر بما أدركته ﻷنّك قاس جدًا.
والآن قل لي
أين أذهب بالقصائد المكتوبة لعينيك
هل تصلح قراءتها لشخص آخر!
كيف أنسى التّفاصيل الّتي حفظتها فيك
موعد استيقاظك ونومك وطريقة نطقك للأحرف ورنين ضحكتك
كم من الليالي يجب عليّ أن أغرق بدموعي كي أنسى الليالي الّتي ختمتها بك أنت
قل لي
هل يهون على الأبّ أن يهجر ابنته
لم هجرت صغيرتك وقسوت عليها "أنت الّذي ناديتني بطفلتي"
لم فعلت هذا، هل ﻷنّني كنت نقيّة معك للحدّ الأعظم، أم ﻷنّني أحببتك، أم ﻷنّني جعلتك من أولويّاتي؟!
امنحني جرعة نسيان وأعدك أنّني سأذهب دونما عودة!
0 تعليقات