في ذكراها، بقلم: أنس الزعبي


فوضى روح من الذاكرة!


أما كان يجب أن أكتب لكِ هذا الصباح يا شقية!، صبيحة أول أيام العيد، لتعذري سخط قلمي وما أثقل مسامعكِ من كلمات 


تحية كبيرة وكعكتين ؛


 لثمة شيء ما بداخلي يحاول الفرار إليكِ، شيء ما يحتاج للاتحاد بك، وقلب خافق يحاول النطق باسمكِ فتتلعثم الكلمات الوردية و تتساقط حروفها تحت قدميكِ كأوراق خريف 

وبعد ؛


قبل قليلٍ أخذت جرعتي من أغاني الصباح، فيروز ما تزال تغني للحب و للمطر و للنوافذ المفتوحة كقلبي حين يمر خيالكِ كأسراب الدوري فوق صفحات الذكرى ربيعاً محملاً بآلاف الغيماتِ الشاردة، فيروز ما تزال تغني للحب و للوطن و للصباحات المشرقة، كم هي سجينة كلماتها، ألحانها والشجون في هذا الهاتف المضغوط كلفائف ذاكرتي التي تختزن بين أعماقها صوراً و أحلاماً محترقة ظلت تربطني بكِ رغم الذي كان! و رسائل عائمة لم تصل بعد .

عزيزتي؛

أكتب إليك في هذا الصباح النقي كعينيكِ البريئتين وأنا أتناول كوب قهوتي وحيداً مثلما كنت و مثلما سأبقى، فيتراءى لي طيفكِ عائماً في اسودادِ القهوة، ضائعاً بين حبات الهيل المطحونة التي تطفو على السطح ويلوح أحياناً مع البخار المتصاعد الذي استنشقه بعمقٍ كما يستنشقُ قلبي عبيركِ الشذي ليستمد منه روح الحياة كلما أحس بالموت يحيط به.

أقلب كوبي رأساً على عقبٍ، أُديره يمنةً ويسرة عشرات المرات و أتركه نائماً فوق طبق مزهر كقمر صيفي الوجنات، أقلبه مرة أُخرى لوضعه الصحيح وأُطيل النظر في خطوطه المتعرجة و رسومه المليئة بالرموز و الأسرارِكنقشٍ فرعوني قديم 

هناك في الأعلى شيءٌ دافئٌ يشبه اسمكِ و في الأسفل لقاءٌ قريب بين شخصين يخيل لي انهما أنا و أنتِ و على الجوانب حمامةٌ تحمل لي خبراً شهياً منكِ و شكل آخر يشبه سماعة هاتف تبشرني باتصال مستحيلٍ لن يكون 

هكذا أظل كل صباح اقرأ كوبي و أتخيل مواعيداً لن تحضري إليها و اتصالات هاتفية منكِ لن تكون، ورسائلاً معطرة لن تكتبيها ذات يوم .

هكذا أضحت قصتي معكِ ، قليل من آمال خافتة و كثير من أوهام و أحلام لن تتحقق أبداً و أسئلة غامضة لا جواب لها . 


وكل عام وانتِ بخير!

إرسال تعليق

0 تعليقات