"تخيّر أن تكون عطوفاً أكثر من كونك محقاً"
منذ أوّل وهلةٍ وقع فيها هذا العنوان على ناظري، لم يلبث إلا أن بدأ الكلام بالإنسياب وحده، فاض الشّعور، وَمُلئ حِبر قلمي..
كمّ مرةً إحتجت إلى كلمةٍ تشفي الداء بدواء، وتضمد بمهارةٍ الجراح، ترمم الكسور وتبني من المودّة جسور، بدلاً من نصيحةٍ بطريقةٍ همجية لا تُضاعف إلّا مشاعر البغض داخلك؟
مرّة؟مرّتان؟ أم دائماً؟
أوقات إرتكاب الأخطاء، أثناء العراكِ وحتّى في نشوب الحروب، تلك المليئة بالضّعف فيكون الإنسان في أسوأ حالاتهِ، يفقد ثقته ومكانته، ويُحاول جاهداً قدر الإمكان أن لا يكون خاسراً على الأقل مع نفسه!
في كلّ مرةٍ يتطلب الأمر قسوةً، كن ذلك الشخص الحنون، وكلّما أحسست بالشّدة، تعال على نفسك وأظهر بعض اللين، ولينهمر سيل عباراتك بأرق الكلمات وأرهفها، تلك التي تبثّ الراحة وتجسّد الإطمئنان قاصدةً طرد الخوف.
فنحن كبشرٍ وخاصةً في سبيل إظهار أننا على صواب، نتفوّه بأبشع العباراتِ وإقذرِ التشبيه، في محاولة إثبات أننا أصحاب الموقف، نشرع في تقديم نصائحٍ تُقلل من قيمة مُتلقيها، حتى ولو كنّا لا نقصد، لكنها لا ترفع من شأنهِ شيئا..
إننا بحاجةٍ ماسّة إلى الحنية والشعور أكثر من حاجتنا إلى نصائح توبيخية لا تمت للصحة بصلة، لكتفٍ نتكئ عليه بقدر حاجتنا إلى الوقوف، للفهم والوعي، نحن نمتلك قلوباً أيضاً، لا أدمغةً وأمخاخاً فقط.
فيا حبّذا أن تكون العطوف الحنون، أكثر من المرشد الناصح الصاخب، أن تُقدّم نصيحتك برفقٍ لإنسانٍ لا ببربرية وكأنه آلة.
0 تعليقات