توقفت الأنفاس في صدرها، وكانت كلماته تتردد في ذهنها مثل أصوات غامضة. "تظنين أنني وحش..."
اقترب منها فجأة، وعيناه تشتعلان فيهما: "انظري إليّ! انظري جيدًا! نعم، أنا وحش! لكن حتى الوحوش يمكنها أن تحب. حتى الأيدي الملوثة بالدم يمكنها أن تحمل شيئًا ثمينًا!" كانت كلماته كالرصاص الذي اخترق سكون الليل.
أبعدت عينيها عنه، لكنها سمعته يقترب أكثر: "وأنتِ؟ ما هيكِ؟ مثالية؟ بريئة؟ فوق الخطيئة؟ انظري في المرآة!" كانت كلماته تدوي في قلبها، كصوت الرياح العاتية التي لا تتوقف.
"أنتِ تقفين هناك، تحكمين عليّ، ناسيةً أنكِ أيضًا لديكِ ظلال." صوته كان يغرق في السخرية، مفعمًا بالمرارة. "كلنا لدينا ظلام بداخلنا، برونيرا. بعضنا فقط يحتضنه أكثر من الآخرين."
ابتعد فجأة، شعره المبعثر وكأن الرياح قد ألعبت به. "أنا لا أستطيع أن أكون سجينًا في الظلام، برونيرا. لكنكِ لا تعرفين كيف يكون أن تعيش في الضوء، وتراه يبتعد عنك."
0 تعليقات