بقلم مرح عبدالرزاق البريزات

 مــن تـكونِ 

إذا سألني أحد مـن تكونِ ، سـأُجيب أنا التي أحمِلُ الخـير كـُله في قـلبي ، فـأنا أتفرد وأتميـز كـثيراً بـ صفات ليستُ عند أحد ،فـ مشاعري لا يضُمها غيـر قلبي ، وأفكاري لا يحتويـها سوى عـقلي ، فـ لا أحد مـثلـي ، وأنا التي لدي أحلامي وطموحاتي المُختلفة ، وأضُمها بيـن ثنايـا دعـواتي .

إذا سألني أحد مـن تـكونِ ، سأقول أنا التي بإمكانها أن تضع الشوك في طريق الكثير ولا تفعـل ، لا تتكلـم بـما يلتـهم قلب أحد ، أو أنظر لأحد نظرات حـقد وكراهيـة ، أنا التي إن أحـبت لـم تـدع للحـُب مـعنى من بعدهـا ، فإن أقتربتُ جـئتُ بـ الخيرُ كـلهُ ، وإن أبتعدتُ عـن أحد لا أنسى الخير الذي كـان بينُنا ، وإن هدأت ضمـمتُ الجميع تحن جـناحـي .

أنا التي تعيشُ على ضفاف الثقة بـ الله ، فـ بداخلي ثقة أن الأرض لـو أظلمت ، فإن الله قـادراً على أن يُضيئني بـ نوره وقـوتهُ ، فـ أنا أعتمدُ على الله وعلى القوة التي يبُثها داخلي ، يقيني الكـامل أنني الشُعلة التي تُضيء إن إنطفـئ العالم ، أنا من يُمكنها رسم إبتسامة الفرح إن أحزنني الكـون كـلهُ ، أنا الجدار الصـلب أمـام عـقبات الحياة ، أنا التي الجأ لـ نفسي عنـدما يُخيب الجميع ظـني ، أنا التي إن إنهارت أيامي ضممتُها الـى قلبي بـ قوة أنا من تحتـوي نفسها حتى تعود أقوى من قـبل ، فـ طريقي مسدود دائماً أمام الفشل والإنهيار .

أنا التي لا تنتظر من أحد أن يقف بـ جانبها ، مـن يقف بـِ جانبي فـ هذا خيرٌ منهُ وإن لـم أجد من يـقِف بـِ جانبي فـ رياح العالم كـلُّها لا تهـزُنـي ، فـ أنا التي إن أفلت العالم كـُلهُ يـدي ، تمسكتُ بـِها ،

أنا التي تُدافع عـن أحلامها وطـموحاتِها كـما يُدافع الجنود عن وطنهُم ولا أكتفـي بـِ ذلك ، أنا التي تضُم إلى عالمها الأشخاص الذين أحبهُم ، فـ أبثُّ في قلوبهم حناناً كـَ حنان أُمَّي عـليّ ، وأسندهُم كـَ سند والـدي لـي ، وأشدّ عضدهُم كما شـَّد الله عضدُ موسى بـ هارون .

أخيراً ، سـأبقى كمـا أنا ، بـ ضحكتي وحُزني ، بـِ هدوئي وغضبي ، بـِما يجعلني مـُختلفة عـن غيري ، فـ يكفي أن أكون كـما أنا فقط


                             الكاتبــة : مـــرح عبدالرزاق البـريزات

إرسال تعليق

0 تعليقات