مالك والفول | بقلم عائشة محمود النبراوي

 كيف حالكم أصدقائي الأطفال ؟ أنا اسمي مالك أبلغ من العمر خمسة أعوام ، وسأخبركم هذه القصة التي حدثت معي . في أحد أيام الربيع الجميلة ، بينما كنت أسمع سورة النبأ بصوت عمو الشيخ المنشاوي ، جاءت ماما وقالت : هذا يكفي يامالك سأرسلك بمهمة خاصة . تحمست جدا وسألتها : ماهذه المهمة ياماما ؟ قالت لي : اذهب لوالدك في المزرعة واحضر لي الفول الأخضر الطازج لنعد طبقا من الربيعية اللذيذة التي يحبها أفراد العائلة جميعا . خرجت من البيت متجها للمزرعة ، وعندما وصلت ناديت : بابا بابا ، أين أنت يابابا ؟ لكني لم أسمع سوى صدى صوتي . بعد لحظات جاءني أحد الرجال الذين يعملون مع أبي يخبرني بأن أبي خرج لقضاء بعض الأعمال ؛ وسألني عن سبب زيارتي لهم ؟ قلت له : شكرا لك ياعماه ! وسأنتظر أبي حتى يأتي . جلست ألعب مع صغار الأغنام قليلا لكن أبي تأخر ، فقررت أن اعتمد على نفسي وأقطف الفول دون مساعدة ، أحضرت كيسا وأخذت أقطف الفول بورقه وأضعه في الكيس حتى امتلأ ، وبكل هدوء غادرت المزرعة سعيدا بانجازي فخورا بنفسي . وعندما وصلت البيت رددت السلام على أمي ووضعت الفول في المطبخ ، وانسحبت مغادرا لأتم حفظ سورة النبأ ، ولم يكد جسمي يلامس الأريكة حتى جاءت ماما تحمل الكيس بيدها وتقول : ماهذا يامالك ؟ ماذا أحضرت ؟؟! قلت وبكل ثقة : هذا الفول الذي طلبتيه ياماما !! ضحكت ماما كثيرا ثم قالت : لكن هذا ليس فولا يامالك هذا حمص هذه الحاملة التي نشويها ونأكلها . وبكل براءة اقترحت على أمي أن تطبخ الربيعية بالحمص ؛ لكن كان جوابها : لاينفع ولا يصح يابني وسأطبخ مقلوبة بالزهرة والباذنجان ، هيا عد لحفظك وسأذهب لأكمل الطعام . وعلى مائدة الطعام تردد اسمي كثيرا وسط ضحكات تعلو من هنا وهناك . أما الحمص فقد شوته ماما بالسهرة وأكلناه بلذة وهناء. 

إرسال تعليق

0 تعليقات