أبعثُ لكَ حيرتي المعهودة الخارجة عن كلِّ إراداتي ، و أُرفقها بعبقِ ذكرياتي المتبقّية بينَ كفتيّ ، أضعها تحتَ تأثيرِ الكلمات المتناثرة حولها ، ثمَّ أعرِّضها لهواءِ الشّوقِ في صباحٍ يحملُ تاريخَ اللحظةِ الأولى ..
أترقَّبُ قدومَ سربِ حمامٍ أبيض ، و لكنّه لا يتعمّد المرورَ من أمامي إلّا واحدة تثقلُ وحدتَها على جناحيها .. كما أنا ..
فأتراجعُ بعدَ أنْ كنتُ أنتظرُ من يحمل حيرتي و يحلّقُ بِها إليكَ ، فهي أيضاً تترقّبُ من يبادِلها جناحيه و يحملُ عبئهَا ..
أغلقتُ النّافذةَ ، فداهمني الحبرُ لأكتبَ لكَ رغماً عني و حيرتي و عشوائيّتي .. حروفاً لن تصل ، شريطاً لن يلفتَ مُشاهدَه ، نغماتٍ لن يتذكّرها سامعُها ..قد يغنّيها ناسياً لحنها ،
مقتلعاً قصّتها من ذاكرتهِ ..
تُكتبُ جميعُها لتُطلق أناملي شرارةَ خوفي من الإحداثياتِ النّهائيّة لحيرتي هذه !!
لربَّما أثناءَ قرائتكَ للكلماتِ بعد تجاوزكَ لكلّ الطّرقِ المستحيلة ، و الأساليبِ التّعجيزيّة ..
تنقسم بكَ ..
فيمكثُ جزءاً منها على كتفكَ لتختبر ثقلها ..
و الجزء الآخر ، فإنّه حُكماً سيعومُ قلبكَ و تغرقوا معاً ..
يا حنين.
0 تعليقات