بداية اللعنة، بقلم: أمجد عماد الخطيب

وُجُوهٌ مزيفة ..

وُجُوهٌ مُزَيَّفة فِيْ كُلِّ مكان ، عُقُولٌ لاتَعرِف مَاهُو مَعنَى الاِسْتِقَامةِ ولاتعرف الصِّدقَ.

كَذِبٌ في كَذِب هذا ماهُم عليه ، نِفَاقٌ في نفاق هذا مايُحِبّونَه.

أنظرُ إلى يَمِينِي فَأَرى أصْحابَ العُقولِ الفَاجِرةِ ، أَنظُر إلى شَمالِي فألتَقِي بأُولئكَ المُخَادِعُون ، ألتفتُ إلى وَرَائِي فأُلَاقي الماضيَ الأسودَ اللَّعِين .

فَما مِن مَكانٍ أذهَب إليه إلّا أمَامِي فأَنظُر إليه فَأرى نَفسِي مُشَوَّهَ الشَخصيَّةِ نَفسيَّاً جَسَدِيّاً عَقلاً وبَاطِناً.

فلا يُوجَدُ طَرِيقٌ إلى المَوتَ كَيْ أتَخلَّصَ مِن هذه الحَقارِةِ الّتِّي أعيْشُهَا فلَم أجِدُ إلاّ حَبْلاً التَفَّ حَولَ رَقبَتِي ليَقوْمَ بِخَنقِي لِوَحده حتّى وَجدْتُ نَفسِي في عالمِ الأَموَاتِ ..

شَيَاطِينٌ في كلِّ مكان ، جاء إليَّ أحدَهم وقال لي إمّا أن أُعِيدَكَ للحياةِ أو أُعطِيكَ مِرآةً يُمكنُكَ مُشاهدَةَ ماتريد مِن الحَياةِ بعدَ عَشْرةِ أعوامٍ مِن الآن ..

اخْترتُ المرآة ونظرْتُ بها فَصَادفْتُ الّذيْنَ كنتُ مَعهَم في حياتي ومازالوا على نَفسِ الوَتيرة، الخِيانَة الهُرَاء القُبْح واختِلاس القلوب..

أَغمضْتُ عَينَايَ لِمدَّةٍ لاتتَجاوزُ العَشْر ثواني ، ونَظَرتُ مِن جَديدٍ لأَرَى الفتَاةَ التّي عَشِقتُها يَقُوم بِمُضَاجَعتِها أعَزّ أصدقائي في مُنتصَفِ بَيتِي ، فَقُمتُ بإغْلاقِ بَصرِي مُجدَّداً وأبْصَرتُ لِأُلاقِي أَصحَابي يَقتُلونَ بعضَهم بعضَاً من أجلِ بعضاً من سَجائِرِ العَالمِ المِثالِيّ  ولأَجلِ فَتاتَينِ من كِلَابِ المالِ.

فَعادَ نَظرِي أسْوَداً لِمُدّةٍ قصيرةٍ وقمْتُ بإحيَائِه من جديد  لِأُشاهِد العالم بأَكمَلِه أَنَّهُ لم يَعُد يتذكَّر وُجُود المُلتعِنْ.

وقعَت المِرآَةُ مِن يَدِي دُون قَصدٍ..

فقامَ الشيطانُ بإِسْكَانِ نَفسِهِ في جَسَدي والِالْتِبَاسِ في رُوحِي إلى اللانِهَايَةِ.

فَمَا إن بُتُّ شَيطاناً عُدْتُ للحياةِ بكَامِلِ إِرَادَتي لتُشاهِدوا أمَامَكُم رُوحَاً سَودَاء لاتَعرِفُ لِلْحُّبِ مَعنَى.

فَأَنا الشَّيطانُ وأنتُمُ المَلَاْئِكَةُ ، غَيْرُ مُرَحَّبٍ بِكُم في قَاعِي

فأنا لا أعتبركم من بني الوهمِ الذي ولدتُ بهِ

ماهذا العالمُ الممتلئُ بالنرجسية!

فأنا لا أحققُ أهدافي إلا حينما أشعرُ بالنشوةِ

لا أضاجعُ من أحبُّ إلا في أحلامي

ولا يوجدُ لديَّ ملاييناً من الأموالِ إلا في مخيلتي

وليسَ لديَّ سيارات إلا في مرآبِ قصري الوهمي..

اغربوا عن وجهي يا من تكرهونَ كلماتي .. فقد قلتها لكم أنا الشيطانُ وأنتم الملائكة .. لماذا تستمعون؟!

ها أنتم باقينَ هنا لتكَّملوا الرسالةَ ومتأكدون بأنني أصبحتُ غريبَ الأطوارِ .. 

سأقولها لكم وبكلِّ قوةٍ..

أنا مريضٌ نفسي.. أنا مريضٌ نفسي مع العلمِ أنني لا أعاني من مشاكلَ أبداً..

فقد أصبحتُ هكذا عند معرفتي بكم ..

ارحلوا عني وابحثوا عن ملاكٍ مثلكم..

فلا وجودَ للملائكةِ في قاعِ الشياطين، ولا وجودَ للشيطانِ في قصورِ الملائكة

أنا أحبُّ نفسي هكذا وأحبها أكثرَ عندما أقومُ بتدخينِ سيجارة العالمِ الآخر تلك.. أحبُّ ذلكَ الشعورِ المعتاد

أعشقُ نفسي أكثرَ عندَ شُربِ كأسٍ من الخمرِ الممتزجِ بالدماء ..

ارحلوا عني فأنا مريضٌ نفسي

إرسال تعليق

0 تعليقات