حرب داخلية |بقلم ، عبد الحكيم


....يقولون أن الضغط يولد الإنفجار , نعم , لقد انفجرت بعد تفاقم ضغطي , بعد أن فاض كأسي و اسود ليلي , فقد حان وقت الإشراق الجميل الساطع . بطائن بعضها فوق بعض تقبع تحتها حقيقتي , أخفيتها ببالغ العناية و الإهتمام , كان ذلك القرار الصائب الوحيد الذي اتخذته في حياتي و أنا ممتن لنفسي بشدة عليه . عوامل الدهر و مطبات الزمن كادت أن تطئني لكنني كنت في منأى عنها لمدة سأقول عنها كافية لحد بعيد إلى أن بلغت ساعة الصفر !!  . ترى هل سأنفجر أنا أيضا ?! .....هل من الممكن أن تخطئ قواعد الفيزياء ?! ..... نعم .... ,  حدث ذلك فعلا , لم تكن بيدي حيلة أخرى سوى أن أقف مكتوف الأيدي و أستمتع بالمشاهدة , تناثرت قطعة قطعة , جزءا جزءا , إلى فتات يستحيل تجميعه مرة أخرى . لقد راق لي مظهري الجديد , قلبي انفصم و احترق و أنا أقول لمن حولي أنها حفلة شواء و على محياي إبتسامة صفراء قاتلة . الآن فقط هدأ كل شيء , سكون مخيف خيم داخلي حتى ظننت أنني خالي الوفاض , لم أعد أشعر بأي شيء سوى أنني أصبحت باردا جدا , حتى القشعريرة سرت في جسدي كله , تكهربت خلاياي و أنسجتي جميعها , يا الله !! , أي حمم قذفتها , أي حرور نفثته بعيدا عني حتى يختل ميزاني الحراري .

 برقت في ذهني وليدة اللحظة و جعلتني أسترد شريط حياتي إلى الوراء عددا من السنين , الآن فقط تذكرت أن البطائن التي غطيت بها حقيقتي كانت أحزمة ناسفة !! .... نعم .... , عمدا أردت لكل ما مضى أن يحدث و بكامل قواي العقلية  , لأنني وعدت نفسي أن أنتظر ولا أنسى , دين علي قضيته و حقيقتي علت فوق أي إرادة و تدبير , الآن فقط حق لي أن أفتخر  , منتصر و بجدارة , انتصرت بنفسي على نفسي من نفسي و هذه فلسفتي الخاصة التي لن يدركها أحد سواي ......


                       

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. معكم كاتب الخاطرة .. سعيد جدا بآرائكم و إنتقاداتكم . دمتم أوفياء للكتابة و أهلها ❤

    ردحذف