طفلة في الحرب | بقلم ، سماح سعيد


بالأمس كان لي وطنٌ أوسع من مجرة، كانت الأزهار تتفتح فوق وجنتي، و الفراشات تسرق ألوانها من عيوني، ومن لعبتي الجميلة كانت نجوم السماء تغار.. بالأمس كان لي حلم يملئ الأفق وكان كل شيء قريب المنال.

 غابت الشمس فجأة، ولم تشرق من جديد، قالوا إنها الحرب، لم أكن أعلم عما يتحدثون لكن أبي لم يعد من عمله، وأنا لم أعد أنا ثانية، لقد تغير كل شيء،من سينقذني، من سينتشلني من هذا الدمار، أبحث عن ركن دافئ يحتضنني فلا أجد، عن  بيت آمن يكون ملاذي، لا أجد أيضاً. اسمع كل شيء حولي يبكي الأشجار، الحجارة ..الأرصفة والطرقات،وما بقي من المنازل ..

اليوم احترقت لعبتي الجميلة، وضاعت ملامح تلك الطفلة، واليوم أيضاً سمع الكون صراخ الأمهات والأطفال، وعويل البنادق....وغدا كل شيء رماداً،وامتد اليوم لآلاف الساعات ولم ينته بعد.

إذا هكذا تكون الحرب، لقد فهمت تقريبا ما هي، لكن لم أعرف  ما ذنبي، أنا لست سوى طفلة صغيرة أنتظر شروق الشمس لكي أعود إلى مدرستي، لكي ألعب من جديد، انتظر عودة أبي لأعانقه عناق طويل، أنا لم أسلب ما ليس لي يوما،ً فهلا أعدتم لي لعبتي، أنا لا أجيد التكلم إلا بلغتي، ولا أملك إلا بيتي ولا أعيش إلا من تعب أبي فهلا أعدتم لي بيتي و حياتي،هلا أعدتم أبي، أنا لن أتغير ولن أرحل، فهلا رحلتم أنتم عن وطني.

مهداة إلى أطفال الحروب


إرسال تعليق

1 تعليقات