يا له من يوم متعب لقد أنجزت الكثير من الأعمال ما أصابني بالارهاق ذهبت لمشاهدة التلفاز وإذ بقنوات الأخبار تبث حروباََ ومجاعات ومنها ما يبث تقاريراََ لأطفال صغار قتلهم الفقر ، فزادني هذا إرهاقا ، لقد كان يوماََ سيئاََ بالفعل تشاجرت مع الجميع لا أعلم لماذا ! حسنا قد غلبني النعاس بعد كل هذا التعب ؛ فذهبت للنوم فتحت باب غرفتي المظلمه ، غرفتي والتي هي عالمي الهادئ فيها جميع خصوصياتي فيها فرحي وأحزاني فيها تعبي واكتئابي فيها وحدتي وإنعزالي. نظرت إلى سريري أنه منزلي الدافئ الذي اهرب إليه من قسوة عالمي ، وتلك وسادتي الملجئ الوحيد لدموعي لقد كنت أخبرها دوماََ بمشاكلي ، كنت ابوح لها بجميع أسراري ، حسنا سأذهب الآن إلى النوم لأغرق وسادتي بالدموع من جديد ولأملئ سريري بذكريات حزينه لأتذكرها لاحقاً، خلدت إلى النوم وعانقت دميتي الدميه التي كانت معي منذ صغري ، هي بمثابة صديقه لي، ما أن غفوت قليلا أحسست بإحساس غريب لا أعلم كيف أصفه لكنه كان غريباً فقط ! أحسست بأن وسادتي تلتف حول عنقي وسريري يشدني إلى الأسفل بقوة، ما هاذا؟ اين انا؟ ما هذا المكان الغريب؟ أنه باب كبير يا ترا إلى أين يؤدي هذا الباب؟ مشيت نحوه بخطوات مترددة فقد كنت ارتعش خوفاً ، فتحت الباب وإذ بنور ساطع يغشى عيني ، يبدو وكأن هذا الباب أدخلني إلى عالم آخر أنه عالمي! اجل أنه عالمي الوردي الذي كنت أراه في أحلامي في عالمي جميع الدول يعمها السلام وجميعها خاليه من الحروب لا أصوات قصف لا أموات أو حتى جرحى ، ها هم الأطفال الفقراء أنهم الآن أغنياء ويملكون ما يشائون ففي عالمي لا مكان ابدا للفقر ، ها هي الشعوب التي اصابتها المجاعة جميعهم الآن يملكون طعام يكفيهم وأطفالهم، ها هم الأطفال يلهون ويلعبون بين حقول عالمي الوردي أنهم يقطفون الأزهار ويداعبون الفراشات ، ذهب لأجلس في مرجي الواسع (مرج عالمي الوردي) بدأت أتأمل السماء وأنا خاليه من الحزن ها أنا سعيدة أخيراً والجميع سعيد.
صمتت لوهلة وعم الهدوء ، اختفى الأطفال جميعهم ، ما الذي يحدث؟ عالمي الوردي يتلاشى! لقد عمه السواد وتعالت أصوات الصراخ لم أعد أرى شيئاً اختفى عالمي الوردي وأختفت معه الضحكات لقد عادت موسيقى الحزن ترن في أذني ، عادت الظلمه تحتويني مجدداً، ما الذي حصل؟ لقد أستيقضت اخيرا ها أنا نائمه في سريري وعلى وسادتي ها أنا محاطة بجدران غرفتي المظلمه ، لقد كان هذا كله حلماََ لم أذهب إلى عالمي الوردي بل توهمت ذلك ، لم تحل مشاكل الناس لم يكن الجميع سعيداً ، كان حلماً فقط! الآن لقد عدت إلى عالمي الأسود البشع يبدو أنه لا مفر لي من هذا العالم سوا أحلامي ، فإن كان كذلك فأنا لا أريد أن استيقظ من أحلامي أبدا أريد أن أغرق في عالمي الوردي.
0 تعليقات