‎«تنجَرِح أنت، فَينزِفُ قلبي أنا» بقلم الكاتبة السورية المبدعة خلود القاسم

 ‎«تنجَرِح أنت، فَينزِفُ قلبي أنا»

‎في إحدىٰ الأيامْ مِنَ السنةْ الماضية، كُنتَ قد اخبرتني بأنَّك مُتعب، كُنتُ أنا حينها في جلسةٍ عائلية أتبادلُ الأحاديثَ والضحكاتِ مع إخوتي، لكنَّني شعرتُ بالخيانة، كيفَ لي أن أضحك وأنتَ مليءٌ بالبؤس، أذكر حينها أنَّني تركتُ أُنسَ عائلتي و دلفتُ إلى غرفتي كي نبكي معاً، اخترتُ زاويةً جميلة كـَ الزاوية التي اخترتُها لكَ في قلبي، و استندتُ إلى الجدار، كانتِ الأضواءُ مُطفئة، لكنَّني كُنتُ أتوهجُ معكـ حتى في حالاتِ بؤسك، مضت الساعات كأنَّها ثوانٍ، بدأتَ أنتَ تضحك، بدأتْ تنمو لي أجنحة، يومها قد قلتَ لي لا ادري ماذا سَيحدُثُ لو لم أتحدثُ معكِ، كيفَ كُنتُ سأنام وأنا مُتعب، أنا ممتنٌ لكونكِ نجمتي التي تنيرُ حياتي، حينها لم أستَطِيع البقاءُ في الغرفة، لأنَّها باتت ضيقةً بالنسبةِ لأجنحتي؛ كُنا نتحدثُ مرة فقلتُ لكَ لماذا نقول: •| وقعتُ في الحب|• 

‎حينها لم تجد جواباً يُقنعني فقلتَ لا أدري عبارةٌ شائعة، ضحكتُ أنا و قلتُ لكَ: أنا لم أقع بالحب هل تدري؟ 

‎تغيرت معالمُ وجهكَ و اندهشت؟! قلتُ لك: نحنُ لا نقع، نحنُ إن اخترنا الشخصَ المناسب تنمو لنا أجنحةً، فنطيرُ بالحب نطيرُ معه، يأخذنا إلى عالمه، الحبْ يا عزيزي يُضحكُنا جداً، لاحَ على شفتيكَ شبحُ ابتسامة، فطارت الفراشاتُ في قلبي، كُنتَ تنظرُ بحبٍ شديد شعرتُ حينها بأنَّ نظراتُك تخترقُ قلبي تدغدغهُ وتجعلهُ يضحك، قُلتَ لي حينها أُحبُّ فيلسوفة يا لسعادتي.

‎الآن سأخبرك بأنَّني قلَّمتُ تلكَ الأجنحة، التي نمت لي وأنا معك،وَ وضعتُها في خزانتي الخاصة بلأشياءِ الثمينة، وَكُلُ ليلةٍ أُخرجها أتحسسها بيديَّ لِنبكي معاً، ثُمَّ تعودُ لمكانها، باتَ الحُبُّ يُثقِلُني، لم أعُد خفيفةً، لم تعد بِقُدرتي الطيران.🦋💞🌻


‎بقلم: خلود القاسم

تدقيق: أسماء محمد درغام

مؤسسة ومسؤولة فريق أقلام لا تَجِفّ: دعاء العوايشة 


إرسال تعليق

1 تعليقات