بقلم: سليمة بشير

 ولد بعد حرب الفِجار بأربع سنين، قيل أنه كان طويل الجسم ضخم القامة أعسر شديد الحمرة، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأمير المؤمنين وقيل أنه لقب بذلك لأن أبا بكر كان يلقب بخليفة رسول الله وعمر سيكون خليفة خليفة رسول الله خوفا من أن تكثر الإضافات لقب بأمير المؤمنين وهو لقب يطلق على من يتولى الإمارة عليهم، وكان له ما يؤهله ليخط اسمه في التاريخ الإسلامي مثل: قوة إرادته، حزمه وعزمه، شدة بأسه.. البأس وهين بلا هوان، لديه من العلم، ما يجعله حصيف الرأي؛ ولهذا صار سفيرا لقريش، عرف أيضا بجديته وجهورية الصوت وكان مسؤولا وفارسا وعدلا، أسلم في السنة الخامسة من الهجرة، في بيته كان حريصا على أهله في أن يؤدوا أحكام شرع الله وفي ذات الوقت كان رحيما بهم، ولديه من الأبناء الذكور عشرة ومن الإناث سبعة، شارك مع الرسول _صلى الله عليه الصلاة والسلام_ في كل الغزوات ولم يتقاعس عن أي منها، وفي غزوة بدر قتل خاله العاص بن هشام تأكيدا على أن العقيدة أهم من رابطة الدم، كما أنه أظهر حزم وشجاعة عالية في مواقف تستدعي ذلك، كان شديد الاهتمام بالرعية فكان يخرج ليلا ليتفقدهم ومن أشهر القصص التي حدثت معه قصة المرأة التي داهمها المخاض فأتى بزوجته لها، وقصة المرأة التي وجد وأبناءها يبكون لشدة الجوع وكانت تغلي القدر إيهاما لهم بأنها تحضر الطعام فبكى وأتى بطعام فحضر لهم الطعام بنفسه، والمرأة العجوز المقعدة التي كان يرعاها، وساهم في جمع القرآن الكريم خاشيا عليه من ضياعه بعد استشهاد معظم الحفظة، وفي عام الرمادة الذي جاع فيه المسلمين لم يأكل إلا الزيت والخل حتى وهن جسده واسود وجهه، وحتى لما جاءه غلامه بالسمن واللبن أبى أكلهما وطلب منه أن يتصدق بهما،   كان فطنا بعيد النظر حريص على التشاور واستشهد الفاروق مطعونا وهو ساجد ولما علم أن من قتله ليس مسلما حمد الله، وبعث ابنه إلى عائشة _رضي الله عنها_ طالبا منها أن يدفن بجانب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأبي بكر _رضي الله عنهما_ وقد قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر" وذلك إذا رآه سلك طريقا غير طريقه رضي الله عنه وأرضاه.

- سليمة بشير.

إرسال تعليق

0 تعليقات