بقلم: ياسين قرقاب

 أبو عبد اللّٰه جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب القرشي الهاشمي -رضي اللّٰه عنه- هو ابن عم النبي ﷺ، وهو من أوّل ممّن هاجر معه، بعثه النبي ﷺ في غزوة مؤتة، وعهد إليه بالإمارة إذا أصيب زيد بن حارثة رضي الله عنهم جميعا.


وقد أحسن القتال في تلك الغزوة؛ فبعد استشهاد زيد بن حارثة أخذ الراية، كما عهد إليه النبي ﷺ، أخذها بيمينه، فلما قُطِعَت أخذها بشماله، فلمّا قُطِعَت أخذها بعضديه، فلم يزل ممسكًا لها حتى استشهد.


وذكر أهل السير أنّهم عثروا في جسده على بضع وتسعين ضربة ما بين طعنة ورمية، وقد اقتحم عن فرسٍ له شقراء في ذلك اليوم؛ فعقرها ثمّ قاتل حتى قُتِل.


وذكر ابن إسحاق أنه أول من عقر في الإسلام، وقال:


"يا حبّذا الجنّة واقترابها

طيّبةٌ وباردٌ شرابها

والروم رومٌ قد دنا عذابها

عليّ إن لاقيتها ضرابها"


وقد عوّضه اللّٰه عن يديه اللتين اقتلعتا يومئذٍ جناحين يطير بهما في الجنّة مع الملائكة؛ فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: بينما رسول اللّٰه ﷺ جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال: "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلّموا علينا؛ فردّي عليهم السلام، وقد أخبرني أنّه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممرّه على رسول اللّٰه ﷺ بثلاث أو أربع، فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثًا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني اللّٰه من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت، فقالت أسماء: هنيئًا لجعفر ما رزقه اللّٰه من الخير.


-ياسين قِرقاب

إرسال تعليق

0 تعليقات