أحيانًا أتساءل: أين سنكون بعد خمس سنوات؟
أيّ أرض ستشهد خطواتنا؟ ومن أيّ أبواب المعرفة سنتخرّج؟ ومن أيّ محطّات التجارب سنكون قد عبرنا؟ وكم تجربة سنحمل اثرها على ملامحنا
ومن سيكون إلى جوارنا بعد كلّ هذه الخطوات؟
هل سنكون سعداء مع أنفسنا؟ أم أنّنا سنتأقلم فقط، ونكون مجرّد انعكاس لما يريده الآخرون منّا؟
أتمنّى أن نصل إلى مقام الرضا، ذلك المقام العميق من السلام الداخلي،
أن نتصالح مع واقعنا، ونرضى بما قُسِم لنا،
أن نرى ما بين أيدينا نعمة، وأن نُدرك أنّ ما لم نحصل عليه فيه حكمة،
حين نحبّ ما بين أيدينا لا ما ضاع منّا،
وحين نصمت عن الأسئلة التي لا إجابة لها...
أتمنّى أن نكون قد بلغنا درجة من النضج، تجعلنا نوازن بين العقل والقلب،
بين ما نتمناه وما هو ممكن،
بين ما نحلم به وما يمكننا صناعته،
أن نحسن الظنّ، ونُحسن الاختيار بعيدًا عن مايهوى القلب،
وأن نكون قادرين على العيش بسلام، حتى في قلب العاطفة.
خمس سنوات كفيلة بأن تصنع الكثير،
قد تغيّرنا في الشكل، وقد تسلب منّا شيئًا نُحبّه،
لكن إن أحسنا عبورها، ستعيدنا إلينا،
أكثر نضجًا وصدقًا، وسنكون هناك، في مكان لم نتخيّله،
لكنّنا حتمًا سنكون ما صقلتنا الأيّام لنكونه.
0 تعليقات